الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
خلال شهر رمضان الكريم, سنلتقي وإياكم في سلسلة رمضانية حول الأدب من جوانب عديدة, مثلا: الأدب مع الأقارب, الأدب مع الجيران, الأدب مع المسلم ...... الخ.
أول موضوع سنتطرق إليه في هذه السلسلة الرمضانية هو: الأدب مع الأقارب وصلة الرحم.
المسلم يلتزم لأقاربه وذوي رحمه بنفس الآداب التي يلتزم بها لوالديه وولده
وإخوته, فيعامل خالته معاملة أمه, وعمته معاملة أبيه, وكما يعامل الأب والأم يعامل الخال والعم في كل مظهر من مظاهر طاعة الوالدين وبرهما والإحسان إليهما.
فكل من جمعتهم وإياه رحم واحدة من مؤمن وكافر اعتبرهم من ذوي رحمه الواجب صلتهم وبرهم والإحسان إليهم , والتزم لهم بنفس الآداب والحقوق التي يلتزم بها لولده ووالديه , فيوقر كبيرهم ويرحم صغيرهم , ويعود مريضهم , ويواسي منكوبهم , ويعزي مصابهم , يصله وان قطعوه , ويلين لهم وان قسوا معه وجاروا عليه .
كل ذلك منه تمشيا مع ما توحيه هذه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وتأمر به , قال تعالى : ( واتقوا الله الذي تسالون به الأرحام ) ( النساء 1)
وقال تعالى : ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى بعض في كتاب الله ) ( الأحزاب 6)
وقال عز وجل : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) ( محمد 22 ) وقال تعالى : ( فات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون ) (الروم 38 ) وقال عز وجل : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ) ( النحل 90 ) وقال سبحانه وتعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ً وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار بالجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت إيمانكم ) ( النساء 36 ) وقوله تعالى : (إذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا ) ( النساء 8 ) .
قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( يقول الله تعالى: أنا الرحمن وهذه الرحم شققت لها اسما ً من اسمي, فمن وصلها وصلته ومن قطعها وقطعته ) وقال له صلى الله عليه وسلم احد الصحابة: ( من ابر ؟ فقال أمك, ثم أمك, ثم أمك, ثم أباك, ثم الأقرب فالأقرب ) , وسُئل عليه الصلاة والسلام : عما يدخل الجنة من الأعمال ويُباعد عن النار فقال : ( تعبد الله ولا تشرك به شيئا ً وتُقيم الصلاة وتؤتي الزكاة , وتصل الرحم ) , وقال في الخالة : ( إنها بمنزلة الأم ) وقال : ( الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحمة صدقة وصلة ) وقال لأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وقد سألتها عن صلتها أمها حينما قدمت عليها من مكة مشركة فقال لها : ( صلى أمك ) .
أخيرا وليس أخرا اسأل الله أن يتقبل من الجميع صيام هذا الشهر الفضيل , سائلة الله تعالى أن يشفي مرضانا ويرحم موتانا ويهدينا على الصراط المستقيم وان يتوفانا على دين الإسلام وان يجعل آخر كلماتنا لا اله إلا الله محمد رسول الله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .